تخيل أن تعيش تحت تهديد القصف في أي لحظة, تخيل العيش في مدينة يُطلق عليها "أكبر سجن مفتوح في العالم". تخيل رؤية الموت، والعنف، وفقدان منزل أو فرد من عائلتك بلمح البصر.
هذه هي حياة أكثر من مليون طفل يشكلون 47% من سكان غزة. ويعاني 91% من هؤلاء الأطفال من الصدمة بعد الهجمات في مايو 2021. وهذا يسفر عن العديد من العواقب التي تؤثر سلبًا على مستقبل الأطفال وتعليمهم. بسبب الظروف المعيشية في غزة، يوجد مساحات محدودة للأطفال للتعافي والتعبير عن أنفسهم، والمدرسة تعتبر المكان الأكثر احتمالًا للتجمع. وهذا يجعل من مبنى المدرسة مكانًا استراتيجيًا جدًا لعلاج الأطفال وبالتالي تحسين تعليمهم ومستقبلهم.
هناك مدارس عديدة تابعة للأونروا في جميع أنحاء قطاع غزة حيث أنها تعتمد على نظام العمارة المعيارية في تصميمها وتستخدم كمأوى في حالات الطوارئ. المشكلة تكمن في أن هذه المدارس تم تصميمها كحلاً سريعًا لتعليم اللاجئين الفلسطينيين الذين يلجأوون إلى أماكن آمنة في حالات الحرب، وليس تبعا للسياق الحضري في غزة.
ويثير هذا الأمر السؤال حول كيف يمكن لمدرسة الأونروا التقليدية أن تتحول إلى مأوى مُعالج للأطفال.
أقترح في هذا المشروع استراتيجية لعلاج أطفال غزة من خلال المدارس عن طريق تحويل مدارس الأونروا إلى مراكز اجتماعية للتعافي لخلق شبكة من أماكن العلاج في جميع أنحاء غزة. تم اختيار مدرستين قريبتين متجاورتين كتطبيق أولي لهذا النموذج في موقع مكتظ جدًا ضمن مخيم دير البلح.